من نحن ؟ | معرض الصور | الاقتراحات | التواصل معنا
Loading ... please Wait
مشاهدة Image
- -غاية المؤمن في الحياة
الخطبرسائل > > غاية المؤمن في الحياة
عدد المشاهدات : 3
تاريخ الاضافة : 2019/01/26
المؤلف : أبي عبد الرحمن الصومالي


بسم الله الرحمن الرحيم
غاية المؤمن في ا لحياة
الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .. أما بعد
فان المؤمن له في هذه الدنيا غاية واحدة  يسعي لبلوغها وتحقيقها. وهذه الغاية هي  ان ينال رضى الله ومغفرته ويفوز بجنة النعيم  التي اعدّها الله للمتقين  من عباده كما قال تعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾
وينبغي  ان ندرك إدراكا كاملا أن هذه الغاية الشريفة لا تنال بالأماني  والرجاء  والمشاعر القلبية, والكلمات التي تقال بالالسنة ... ينبغي لنا ان ندرك هذه الحقيقة التي بينها الله  في كتابه الكريم, في الآيات الآتية  وغيرها في القرآن:
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ. رَّبَّنَا إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾
وتفيدنا هذه الآيات  في معرفة  الشروط  التي يجب توافرها  لنيل رضى الله  ودخول جنته  ومعرفة أن الرجاء  والأماني  والمشاعر القلبية  لا تكفى في تحقيق هذه الغاية  الشريفة  ما لم يصاحب ذلك  عملُ وسعي  وبذلّ للأنفس والأموال . وذلك   أن الله تعالى  وصف أولى الألباب  بالتفكر في خلق السماوات والأرض  وذكر الله قياما وقعودا  وعلى جنوبهم  ووصفهم كذلك بالخوف  الشديد من خزي الآخرة وعذاب النار. ووصفهم بالدعاء وطلب المغفرة وتكفير السيئات .... ثم أن الله تعالي بين لهم إن ذلك وحده لا يكفي  لنيل رضي الله  وجنته  حتى يهاجروا ويجاهدوا في إعلاء كلمة الله  وإظهار دينه   على الأديان :
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾
هذا هو البيان الإلهي الصريح في ضرورة العمل والسعي  لبلوغ الغاية  المنشودة  وهو نص في إبطال ما استحدثته  المرجئة من عقائد  مبتدعة  تغضّ من قيمة العمل  وتخرجه  عن مسمى الإيمان  ولا تجعله   ضروريا للنجاة   من خزي الآخرة  وعذاب النار .
إن الفارق الذي كان يفرق بين المؤمن والمنافق   ويميز أحدهما  عن الآخر  في عصر النبي صلّى الله عليه وسلّم هو العمل  والسعي والجهد المبذول لإعلاء كلمة الله وإظهار دينه على الأديان  فلما قال الناس: آمنا بالله  ورسوله وكفرنا بالآلهة المعبودة.. أمرهم بالجهاد لإعلاء الإيمان  على الكفر فجاهد قوم  وبذلوا الأنفس والأموال  فوصفهم الله بالإيمان ..  وضنّ قوم  بأنفسهم وأموالهم  وهم يدّعون الإيمان ورسوله والبراءة من الشرك وأهله  فلم ينفعهم الإدّعاء  بل وصفوا بالريب والنفاق:
﴿لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ. إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾
قال أحد العلماء : "إذا رأيت رجلا  لا يسعى وراء غايته  فاعلم انه كاذب  في دعواه  ولما يدخل الإيمان  في قلبه".
والجهاد الميداني أحد صور الجهاد  المفروض .. وقبله جهاد أشق وأصعب,  إنّ دعاء  أهل الجاهلية إلى التوحيد  والإذعان  لله وحده والصبر على كفرهم وإعراضهم  وأذاهم جهاد كبير يحتاج القيام به إلي  إيمان راسخ  ويقين لا يتزعزع  وان بناء الأمة  المسلمة  والجيل المجاهد  وتربيتهم  على  الاستقامة  جهاد كذلك  كبير يحتاج  إلى إيمان  راسخ  ويقين  لا يتزعزع ..
إن الجهاد  الإسلامي  له صور مختلفة  ومراحل  متعددة..  فمن كان  في مرحلة الجهاد  الميداني  فعليه الصدق في العمل  وبذل الأنفس  والأموال .. ومن كان في مر حلة  الدعوة وبناء الأمة  فعليه كذلك  الصدق في العمل  وبذل الأنفس والأموال .. وليس وراء  الصدق إلى الكذب  وليس وراء الإيمان إلا الكفر والنفاق . إن التخلف عن غزوة واحدة بلا عذر  كان علامة كبيرة  من علامات النفاق لا يكون صاحبه  من أهل الثقة والإيمان  ما لم يأت  وحي من الله  يبين قبول الله لتوبته .. كما هو مأخوذ   من قصة الثلاثة  الذين خلفوا  فقد صاروا منبوذين  من الجماعة  بسبب تخلفهم  عن غزوة واحدة  بدون عذر  مع ما كان لهم من سوابق حميدة  وأعمال جليلة .. فإذا كان التخلف  عن غزوة واحدة  كذلك فكيف كان التخلف عن جميع الغزوات  بلا عذر. وجهاد اليوم  هو جهاد دعوة  وتربية وبناء الأمة  وهو جهاد يحتاج إلى  بذل الأنفس والأموال  ولسنا مخيّرين  في ذلك  ما دمنا نقول :
﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ﴾     ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ﴾
فالذي  لا يساهم في هذا الجهاد ولا يتعاون  مع المؤمنين  في هذا العمل الجليل , والذي يصعب عليه أن يبذل ماله وقوته  ووقته في سبيل هذه الغاية  بينما هو منهمك مشغول  دائماَ  في تحصيل الدنيا  وتوفير الراحة والمأكل  والمسكن لنفسه وأهله . إن هذا وأمثاله  قد انخرطوا في سلك المنافقين
وفارقوا سبيل المؤمنين  المتقين  وصاروا  على شفا حفرة من النار إن لم ينقذهم الله بالتوبة  والصدق والإخلاص.
غير إن هناك صنفاَ آخر أكثر شرورا من أولئك  وهم الذين يتربّصون بالمؤمنين  الدوائر ويحبون أن يختلفوا  ويتفرقوا  ويكثرون  من الإشاعات الكاذبة  لتحقيق غايتهم  اللئيمة  وهدفهم الحقيقي الحقير..
عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
كتبه: أبو عبد الرحمن الصومالي


اخبر صديق

Kenana Soft For Web Devoloping